لكل روايته عن دارفور

TT

ردا على ما كتبه مجدي خليل تحت عنوان «السودان.. تأملات في الأزمة ـ عائد من السودان.. المشكلة أكبر مما تصوره الحكومة»، والمنشور بتاريخ 19 اغسطس (آب) الحالي، اقول ان الحديث والجدل حول ما يحدث في دارفور كثير، وقد ساهم فيه من يعلم ومن لا يعلم، وكذلك من هو حريص على مصلحة السودان، ومن هو متربص به. ما اريد قوله هو إن مشكلة دارفور لا تعدو مجرد كونها صراعات قبلية، فقد جرت بادئ الأمر على الماء والكلأ، لكنها تطورت، وبدأ البعض في بث نار الفتنة وإثارة الحمية والعصبية للون أو للقبيلة أو للجنس أو للطائفة، اضافة الى ما اثاره قطاع الطرق وعصابات النهب المسلح من قلاقل في المنطقة، مما حدا بالحكومة الى ان تستنفر ابناء القبائل وتجندهم للوقوف في وجه هذه العصابات المارقة. أما الحديث عن تطهير عرقي وإبادة جماعية فليس من الصحة في شيء، وانما هو محاولات لتقويض دولة الاسلام في السودان، كما ذكر الكاتب هازئا. وقد تحدث صحافي فرنسي زار المنطقة ساخرا من دعاوى اضطهاد العرب للأفارقة، وذكر أنه شاهد أناسا ألوانهم واحدة، ودينهم واحد، فعن أي تطهير يتحدثون؟ ولا يخفى على زائر تلك البلاد حجم المنظمات التبشيرية بها، وما تقدمه من مساعدات في غياب كامل للمنظمات الاسلامية التي علقت نشاطاتها. ان التظاهرات التي خرجت في الخرطوم، لم تكن من جانب أنصار الحكومة كما ذكر مجدي خليل. صحيح أن الحكومة هي من نظمه، ولكن هذه التظاهرات عبرت عما يجيش بنفس كل سوداني يدرك ما يحاك ضد وطنه.