خالص جلبي يربط الراهن العراقي باستنتاجات علي الوردي

TT

عندما كتب الدكتور علي الوردي عن المجتمع العراقي قبل خمسين عاماً، لم تكن الحال يومئذ قد تفاقمت، لكن نذرها كانت واضحة لديه، لأنه كان مختصاً ومتعمقاً في دراسته للمجتمع العراقي، المبنية على أسس علم الاجتماع التي نشأت منذ عصر ابن خلدون، ثم طورها المفكرون الآخرون عبر العصور وصولاً للقرن العشرين.

لقد نجح خالص جلبي في مقاله «هل تكامل الكسوف العراقي؟»، المنشور بتاريخ 20 اغسطس (آب) الحالي، في ربط الأحداث المؤسفة الجارية في العراق، حالياً، مع الاستنتاجات الواردة في مؤلفات الوردي. ان المجتمع العربي، في رأيي، يحتاج الى المزيد من المختصين في علم الاجتماع، لكي يكملوا، بتوسّع، الخط الذي بدأه الوردي، فيقدّمون الى الأمة الحلول التي تحتاجها فعلا لإصلاح شؤونها. عندئذ يكون على الأمة الاستجابة لمتطلبات تلك الحلول، لو أرادت أن تنهض من عثراتها المستمرة التي لم تتمكن من التخلص منها منذ واقعة ميسلون وحتى الآن. لذلك فإن من الأجدى للقارئ العربي الواعي ان يحرص على الآراء القيمة التي يعرضها خالص جلبي وأمثاله، وهم من الندرة بمكان، فيحاول استيعاب فحواها عسى أن تفيد في ادراك ما يجري حوله على الأقل. وهذا ما لا يدركه بعض القراء ممن يستخفون بكل ذلك في ما يكتبونه من ردود على كتاب «الشرق الاوسط»، عبر الجريدة الالكترونية.