متخلفون فارغون أشرار في زمن مظلم

TT

الكلام الوارد في مقال كمال عبد اللطيف «الدفاع عن قيم التنوير»، المنشور بتاريخ 26 اغسطس (آب) الحالي، كلام نيِّر وتحليل منير لواقع مجتمعاتنا العربية المتردية بفعل أبواق التكفير، وفقهاء التحجير، وسياسيي التبرير. هذا الواقع ظلامي دامس، يقود شبابنا بحماس إلى التهلكة والتفجير، ولا يمكن أن يعالج إلا بدواء التنوير، أي إلقاء الضوء الكاشف على مجمل ما يسمى بالثوابت وما يتبعها من طقوس.

ومن هنا يأتي حق النقد الهادف لكشف الحقائق وغربلة التاريخ. والمشكلة الأساسية لا تكمن في الدين، بل في الاستبداد والاستعباد باسم الدين، الذي يؤدي بالتالي إلى هيمنة الفكر الشمولي على المجتمع ورفض أي فكر آخر، وهذا ما أوصلنا إلى هذا الواقع الأحادي المتخلف إلى درجةٍ نخجل فيها من أنفسنا ومن شعوب الأرض الأخرى. هذا الفكر المريض هو ما أوصل صدام حسين إلى حفرتهِ وأخرجه منها بلا شهامة، بل وبأحقر ما يمكن أن يحدث لزعيم حكم إحدى أكبر وأهم الدول العربية. فهذا هنيبعل انتحر بشهامة لكي لا يقع في قبضة روما. وهذا هتلر انتحر مع صديقته إيفا براون بكرامة، وهذا غوبلز وزير إعلامه انتحر وزوجته وبناته الأربع لكي لا يقعن في قبضة الروس.. أما صدام وأمثاله فقد أرادوا أن يؤكدوا طينته الفكرية الفارغة.