هنيئا للمدافعين عن الحجاج بن يوسف حجّاجهم

TT

بعد اطلاعي على مقال خالص جلبي «سيكولوجية الشعب العراقي»، المنشور بتاريخ 27 أغسطس (آب) الماضي، أقول إن البعض من العرب لم يزل أسير نظرة ضيقه بسبب الكم الهائل من المعلومات الخاطئة التي تناولوها، والتي كان مصدرها كتاب الدجل والنفاق السلطاني، والذين أعمتهم روح الطائفية والعنصرية عن قول الحقيقة.

لا ينكر أحد أن العصر العباسي كان عصر تحول ثقافي كبير في التاريخ الإسلامي، ومهدا للاطلاع على كل الثقافات العالمية في ذلك الوقت. وان تلك الثقافة واصلت نموها وتطورها لمدة ثلاثة قرون، الى أن بدأت بالأفول شيئا فشيئا، وحتى القضاء عليها من قبل المغول، وانصراف خلفاء ذلك الحين، الى إمتاع نزواتهم. لكن هذا لا يمنعنا من أن نكتب عن تلك الحقبة التاريخية بإنصاف، وعن النقاط المظلمة فيها من تعذيب وقتل لبعض الفقهاء، وصلب، وقطع لرؤوس المئات بدم بارد، كما حدث لأهل اليمن (في عصر الرشيد بالذات)، وفي كل أرجاء الدولة العباسية بلا استثناء. أما دفاع بعض قراء «الشرق الأوسط» عبر الصحيفة الإلكترونية، عن الحجاج بن يوسف الثقفي، فأني أحيله إلى الحديث الشريف الذي يقول: « من أحب قوما حشر معهم ومن أحب عمل قوم أشرك في عملهم »، فهنيئا لهم هذا المقام.