جعفر الحسيني سبق لويزار إلى استنتاجات راهنة

* من محمد زاهر الاطرش [email protected]

TT

تعليقاً على ما كتبه هاشم صالح في «الشرق الأوسط»، بتاريخ 29 أغسطس (آب) 2004، بعنوان «كاتب فرنسي: الدولة العراقية تأسست ضد مجتمعها وهنا جوهر المشكلة»، اقول ان الكاتب العراقي جعفر الحسيني في كتابه «على حافة الهاوية: العراق 1968ـ 2002»، سبق الكاتب الفرنسي جان بيير لويزار في استنتاجاته. فهو يشير مثلاً إلى أنه «بعد اندلاع الثورة الكردية عام 1961، والتي أخرجت الأكراد السنة تماماً من المعادلة الطائفية، فأصبح خُمس السكان هم الذين يتحكمون في الشعب العراقي، جعل استمرار الصيغة الطائفية، التي صاغها الاحتلال البريطاني عام 1921، بعد ذلك، مستحيلاً بدون سلطة فاشية» (ص 225).

وأضاف قائلا، في استعراضه لفساد الدولة العراقية: «إن حكم الأقلية، أي أقلية، يعيد ـ بالضرورة ـ إنتاج نفسه من خلال أنظمة فاسدة مستبدة، ولن تتوقف هذه الدوامة إلا بالخروج من الصيغة التي أقامها الاحتلال البريطاني في عام1 192، والتي كانت وما زالت معضلة العراق» (ص433 ).

أما الفصل المتعلق بالأكراد فجاء بوثائق وتفاصيل خطيرة جداً، خاصة فيما يتعلق بدور الموساد ونفوذهم في أوساط الحركة الكردية. ومنذ البداية، فإن الأكراد وخاصة سكان المناطق الشرقية ـ السليمانية وما جاورها، لم يكونوا راغبين في الانضمام إلى الدولة العراقية، واستمرار إلحاق المناطق الكردية بها، وهو اليوم قرار دولي، تتداخل فيه مصالح كثيرة، على حساب حقوق الشعب الكردي، وعلى حساب مستقبل العراق وعروبته.

وانتهى المؤلف إلى القول: «آن الأوان لنمزق الخريطة البريطانية التي رُسِمَت للعراق في العشرينات، ومن الممكن جداً، بل من الواجب، أن يكون الطلاق سلمياً ومُنصفاً»، داعياً إلى قيام دولة كردية مستقلة.