صمت الحكومة السودانية الطويل وراء جرائم الجنجويد

* من آدم يحيى ـ الرياض ـ السعودية:

TT

في مقاله المنشور بجريدة «الشرق الأوسط» بتاريخ 19 اغسطس (آب) الماضي، تحت عنوان «عائد من السودان.. المشكلة اكبر مما تصوره الحكومة» تناول الكاتب مجدي خليل، الأزمة بدارفور، وقد كان صادقا في تحليله، خاصة انه كان عائدا في حينه من دارفور. وقد ذكر أن موسى هلال زعيم مسلحي الجنجويد، أشار في احدى مقابلاته إلى ان الحكومة السودانية هي التي تمده بالسلاح والمال، وتعطيه الأوامر لضرب القرى والأهالي الآمنين. ورغم ان هذه المعلومة صحيحة، وقد رددها هلال كثيرا، إلا ان الحكومة السودانية ظلت تنفي وباستمرار أي علاقة لها بذلك.

والسؤال الذي يطرح دائما هو: لماذا لم تقم الحكومة بحماية المدنيين العزل في قراهم، من هجمات الجنجويد الذين مارسوا النهب والقتل والاغتصاب طيلة السنوات الماضية؟ لماذا انتظرت كل هذه السنين حتى قام أبناء هذه القرى بالتمرد عليها لحماية اهلهم من بطش الجنجويد؟ وحتى عندما أرادت الحكومة قمع هؤلاء الثوار، فقد استعانت بالجنجويد ليقوموا بالدور غير الانساني الذي كانوا يمارسونه في السابق، ولكن هذه المرة برعايتها ودعمها واشرافها، مستغلة الصراعات القبلية الموجودة في المنطقة، بانحيازها لأحد طرفي النزاع، وبذلك فقدت الحكومة حيادها في التعامل مع الأحداث، الشيء الذي أدى الى تفاقم الأزمة ونقلها من اطارها المحلي الى المنابر الدولية. إن ما يحدث في دارفور هو مسؤولية الحكومة في المقام الأول.