إذا خيرت فسأقف إلى جانب غادة السمان

TT

دهشت كثيرا حين قرأت المقال الشيق الذي كتبته ريم الصالح، ونشر في الصفحة الثقافية في «الشرق الأوسط» بتاريخ 14 سبتمبر (ايلول) الحالي، تحت عنوان «بين احلام مستغانمي وغادة السمان..بحثا عن قضية». فقد عالجت الكاتبة الموضوع بطريقة اثارت انتباهي الى العمق الثقافي الذي يمكن ان يتوفر في اي مكان بالعالم وفي اي زمان، طالما كان هناك انسان متطلع ومجتهد وراغب في الثقافة والأدب. ورغم ايماني العميق بأن المرأة انسان رقيق ومتعمق، إلا ان ظروف الحياة تفرض عليها الاهتمام بأمور اخرى، كالمساعدة في اعمال المنزل، وتربية الاطفال، والاهتمام بشؤون الامومة، ومع ذلك اجتاز بعضهن تلك الموانع وظفرن بالنجاح. لقد نجحت ريم الصالح، التي وقفت الى جانب غادة السمان في وصف ادبها وكتاباتها الراقية بكل دقة، ودعمت نقدها بالتحليل النفسي لأدب السمان. وما الادب الا غذاء روحي نستمتع به في حينه، لكنه يبقى في وجداننا ونفوسنا معينا لا ينضب ابدا، وهذا المعين يعمل على تصفية وتنقية وجداننا وأحاسيسنا.

انني اشارك ريم الرأي في أن حروف غادة عندما تكتب تنبض احساسا وجمالا. وكل من يقرأ حروفها يشعر بإشراقة ما، لاسيما أنها تكتب للحب والجمال والمعاني الانسانية الفياضة ـ وهو ما اسمته احلام مستغانمي «فوضى الحواس»، انني لا اوافقها على ذلك فالإنسان حينما يكتب بعفوية خاطر وتجرد، انما يحترم تلك الحواس والمشاعر التي تكون الانسان البشري. وان معالجة النفس البشرية بكل خلجاتها وأحاسيسها تعتبر من اصعب القضايا الادبية. وان ما غرسته غادة في نفوس الشباب العربي يعتبر من ارقى انواع الادب احساسا.