لسنا جزيرة كورسيكا ولا نريد وصاية أحد

TT

تعقيبا على مقال الكاتب وليد أبي مرشد، المنشور بتاريخ 14 اكتوبر (تشرين الأول) الحالي، اقول: لا فرنسا أمنا الحنون ولا سورية، والحقيقة الواحدة الأبدية هي الدولة اللبنانية المستقلة كاملة السيادة، وعلاقتها الصادقة العضوية مع الأمة العربية في السراء والضراء. فنحن لسنا جزيرة كورسيكا; دول صيدا وصور وجبيل، والإمارة المعنية، والإمارة الشهابية، وصولاً إلى الدولة اللبنانية الحديثة. إن فكرة حياد لبنان في الصراع العربي ـ الإسرائيلي، جلبت لنا كل الكوارث والمآسي. مع العلم أنه منذ الأحداث الأليمة عام 1860 وحتى اليوم، كان الغريب هو المستفيد. وكان للأيدي الغريبة الدور الأكبر في تخريب التعايش اللبناني السلمي المشترك بين كل الطوائف.

مشكلة الشرق الأوسط بأبعادها، وانفلات المنظمات الفلسطينية وعدم تقيدها باتفاقية القاهرة، هما السبب الأساسي للحرب الفوضوية على الأرض اللبنانية. ولا بد من القول إن تخريب الصيغة الحضارية اللبنانية يصب في النهاية في مصلحة إسرائيل العنصرية. حتى أن تسمية الحرب في لبنان بحرب أهلية هي في نظري تسمية خاطئة. معظم المدن والقرى اللبنانية هي مزيج رائع متجانس من كل الطوائف، عاش منذ آلاف السنين بمحبة ووئام ومن دون وصاية أحد.