جواز سفر فلكلوري

TT

أسأل الكاتب مأمون فندي، الذي قرأت له «إنتو المغتربين!»، مقاله المنشور بتاريخ 18 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي: هل تصدقني إن قلت لك إنني كمصرية مغتربة ما زلت أحمل جنسية بلدي وأعتز بها؟ هل تصدقني إن قلت لك إنني أخجل من شكل جواز سفري حين أقدمه إلى مسؤولي الجوازات في العالم، لقد سبقتنا دول أفريقية كثيرة في استخراج جواز سفر حضاري صغير يعبر عن حضاراتها.

لقد وقفت لمدة ساعتين في مطار أمستردام، لأن جواز سفري المصري، الذي كان المرحوم زكي بدر حتى وفاته يباهي بأنه أول من أصدره بصورة مغلفة بالبلاستيك! أما سبب وقوفي، فهو أن البيانات المدونة في الجواز كتبت بخط اليد، وقد وقع محررها في خطأ تهجئة الوظيفة، فحملت معنى آخر لشيء غير اسم الوظيفة، وأخذ الموظفون يتناقلون الجواز في ما بينهم، وعلامات التساؤل والامتعاض ترتسم على وجوههم، والكل ينظر إلى جواز السفر الفولكوري. إن مشكلة المواطن تبدأ هناك في بلده، بدءا بعذاب استخراج بطاقة الرقم القومي وشهادة الميلاد ومستخرج شهادته الجامعية، وانتهاء بدائرة الجباية التي تجعله يقبل أقرب جنسية يرحمه جواز سفرها من هذا الجحيم.