احتضن الجميع فأسكنوه قلوبهم

TT

تعقيبا على مقال فؤاد مطر « ورحل زايد.. شيخ الحكمة وعميد الاخضرار»، المنشور بتاريخ 3 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أقول، بالقطع الشيخ زايد كان حبيب كل العرب. وأكاد أجزم انه لا يوجد حاكم أو محكوم حمل للشيخ زايد ضغينة أو حقدا، أو موقفا لم يكن زايد فيه عند حسن ظن الجميع. لم يعاد أي دولة أو شعب أو نظام. ولم يدخل فى مهاترات أو مؤامرات. لم يغدر ولم يخن ولم ينكث بوعد. ولم يجند الإذاعات والفضائيات والمقالات لكسب ود وحب الشعب العربي فى كل مكان. لم يكن فى حاجة الى كل هذا، فقد ملك قلوب العرب، كل العرب بعفويته وتواضعه ويده الممدودة للجميع، وكرمه الذي طآل الجميع أيضا. لم يأكل وبلاده من كعكة النفط وحده، وإن فعل لم يكن ليلومه أحد، ففتح بلاده للجميع وقدم المساعدات للجميع فى السر والعلن فى تواضع ومن دون تعال أو منّّ أو ربط لتلك المساعدات بأي ثمن سياسي. لم يتوان عن دعم مصر فى أحلك الظروف. وكانت وقفته فى حرب أكتوبر، ووقف ضخ النفط، ودعم المجهود الحربى لمصر وسورية. ولم يقصر مع الثورة الفلسطينية فى كل مراحلها، ولا فى دعم فلسطينيي الداخل وبناء ما تهدم من منازلهم. وكان له السبق فى طي صفحة الماضي مع العراق من اجل الشعب العراقي. وكان من أوائل الذين طالبوا برفع الحصار عن العراق. كانت رسالته الى الجماهير العربية بسيطة، ومن دون صخب أو زيف، فلمست قلوب كل العرب. ويخطئ من يتصور أن العرب لا يستطيعون التمييز بين من يخدمهم وبين من يخدعهم.