الانسحاب الأميركي من العراق خسارة مزدوجة

TT

تعقيبا على مقال جابر حبيب جابر «الانسحاب الفوري.. رسالة العراق العاجلة لأميركا»، المنشور بتاريخ 8 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أقول أن الخيار الأهم في العراق اليوم، على ما يبدو، هو الوجود الأميركي وليس انسحاب اميركا كما يريد الكاتب.

فقد وصلنا اليوم الى طريق مسدود امام كل الخيارات العراقية. وأصبح البلد يعيش حالة من اللاتفاهم والطائفية التي دفع اليها بسبب الطموحات والأهداف والمطالب اللامحدودة لبعض الجهات، او بسبب تصفية الحساب مع الولايات المتحدة.

لكن، هل فشل بوش حتى هذه اللحظة؟ وهل ان الولايات المتحدة غير قادرة على الاستمرار في ادائها وبمشروعها في العراق؟ وهل الأميركيون متأثرون فعلا بما يسمى السخط العالمي عليهم؟ وهل يخيف هذا السخط الادارات الأميركية؟

الكثيرون يتحدثون منذ ان سمعت شيئا اسمه أميركا عن سخط عالمي، ولكن ما الذي خسرته هذه القوة من جراء هذا السخط ؟

أميركا لا تتضرر كما يظن جابر حبيب، وكثيرون سبقوه من كره عالمي، لأنها دولة تنتمي الى حضارة لا تؤمن بالحب والكره بقدر ما تؤمن بالبعد البراغماتي في السياسات. وهي بالتالي تعرف حق المعرفة ان العالم كله محتاج اليها هجمت على العراق ام لم تهجم، بقيت في العراق أم لم تبق؟

أعتقد ان ما يقوله الكاتب اقرب الى الشعارات لا الواقعية. ذلك ان انسحاب القوات الأميركية من العراق هو خسارة أميركية فعلية لكنه خسارة عراقية ايضا.