اليمين الأميركي لم يزل بعيدا عن التطرف الديني

TT

لا يبدو ان المسألة الدينية في الغرب وجزء منه الولايات المتحدة تتحرك في خضم بعد ديني واضح المعالم كما حاول الكاتب مارتن مارتي ان يصور في مقاله «محاولة لفك طلاسم التأرجح الأميركي.. بين ما هو علماني وما هو ديني»، المنشور بتاريخ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، رغم انه من الصعب انكار وجود دوافع دينية محددة تدفع بالمجتمع هناك الى مواقف معينة من قضايا قد تخالف الدين.

الدافع الديني الموجود في الولايات المتحدة لم يصل حتى هذه اللحظة، الى أي مقدار من التطرف اليميني، بعكس ما حاول الكاتب ان يثبت. فاليمين المتطرف يبقى حالة لها انعكاساتها العنيفة وتطرفها في جملة من القضايا تدافع عنها بعيدا عن التطرف اليها، لان الشعب الأميركي بالأمس القريب انتخب كلينتون، رغم كل تقاطعاته المعروفة مع أية بنية قيمة من التي ذكرها مارتن مارتي. ومن يدري قد ينتخب الأميركيون يوما شخصا اكثر ليبرالية من كيري.

لا ننكر وجود دوافع دينية، لكن ليس من الصحيح الكلام عن يمين ديني متطرف يشمل نسبا كبيرة من شرائح المجتمع هناك، حيث تخاف مثل هذه الرؤى ما عليه هذا الشعب من سلوكيات، هي ابعد ما تكون عن اليمين الديني المتطرف. ولا يعني هذا عدم وجود تطرف قومي او عرقي، فالشعب الأميركي من اشد الشعوب تعصبا في الغرب الحديث، ومن اكثرها نرجسية، لكنه حتى اللحظة لم يتحول الى التعصب الديني في مجتمع لم نعرف له مواقف دينية مهمة.