عرفات مثل كل فارس.. له كبوة

TT

تعقيبا على مقال الكاتب سمير عطا الله «اليوم عاش»، المنشور بتاريخ 13 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أقول، نعم كان عرفات كما وصفه الكاتب. كان المرآة التي عكست رؤى المجتمع الفلسطيني بكل اطيافه، في مختلف مراحل نضاله السياسي. استطاع بثقله السياسي وجاذبيته وسيطرته الروحية، تحريك الشعب الفلسطيني وكسب احترامه.

انطلق ثائرا وبرز بعدها بطلا وتعثرت خطواته لاحقا، شأنه شأن اي فارس. كانت له كبوات، هوى في بعض منها، سبب جرحا لنفسه ولعدد من الفئات.

كان عرفات تحت ضغط دائم من مختلف الجهات، فإذا كانت منظمة معارضة واحدة محكومة بسياسة الدولة التي ترعاها، فقد كان عرفات محكوما بسياسات كل الدول العربية والاسلامية والغربية ايضا. استطاع ان يتصالح مع البعض منها، ويمتص ضغوطات البعض ويلين انتقاداتها. وبعد ان تركته يد الاقدار وحيدا في التسعينات، بعد ان طعن صدام الجسدين الاسلامي والعربي، غدرا مستنزفا طاقاتهما وطاقة العراق بمغامراته الطائشة، مد غصن الزيتون الى اعدائه ليحمي كرامة شعبه، بعد يأس اصابه. لكنه لم يتراجع، ولم يفرط في الثوابت الرئيسية التي تبناها، فاثبت انه زعيم عالمي لا يلين ولا يستكين.