مهلا ورفقا بنا.. لسنا أبدا بهذا السوء

TT

ترددت كثيرا على المجمعات في الرياض، وزرت وأقمت في مباني عدة شركات، وتوضأت وصليت في أغلب مساجد المدينة، فلم أجد الحمامات بهذا الوضع المأساوي والمهين الذي يصوره الكاتب. فلماذا هذا الاستخفاف بكل شيء، ولماذا هذه النتيجة السلبية المسبقة في المقارنة بين كل شيء عندنا فنراه سلبا، وبين كل شيء عندهم فنراه إيجابا؟

بأم عيني رأيت السيدات السعوديات المحتشمات يخرجن كطبيبات منازلهن بعد منتصف الليل إلى المشفى للعمل بالطوارئ فلا يعترضهن أحد. بل ان كل من مر بجوارهن أطرق برأسه أرضا حياء منه فوق حيائهن. ورأيت بأم عيني في أحدى ليالي فيينا في النمسا، فتاة على الموضة تتبختر في الشارع، فيعترضها أحد المارة ليلامسها بعنف كما يحلو له وهي مستسلمة مكرهة لدقائق، ثم يمضي كل في سبيله. فلا أحد لديه نخوة لينقذها، فنقلت استنكاري الى مسؤول الفندق، فأوضح أنه أمر طبيعي، ونصحني بألا أتوقف لأن هذا الرجل عادة من الخطرين.

وفي الصين يحضرون ملايين القرويات للعمل العبودي في الأماكن العصرية بالمدن. والعادة تعطي المدير حق الاختلاء بأي موظفة، بينما يمضي الآخرون الى اعمالهم كأنهم لم يروا او يسمعوا شيئا. فمهلا ورفقا بنا.