هل اليابانيون يطبقون مبدأ الشورى؟

TT

الكاتب عبد المنعم سعيد قال نصف الحقيقة في مقاله المعنون «بين (النكتة) والسياسة»، والمنشور بتاريخ 15 ديسمبر (كانون الأول) الحالي. فبحكم تاريخ مهني ـ إعلامي ـ مع اليابانيين، أنفقت فيه نحو ربع قرن من عمري البالغ 52 عاما، يهمني أن أؤكد أن الياباني، برغم تفتحه أو انفتاحه على الآخر الحضاري، إلا أن انفتاحه هذا، ليس «سداحا مداحا». نعم ثمة انفتاح لكنه محسوب، بل وأستطيع القول إنه مقيد بما يشبه «التابوهات». لنأخذ مثلا الاعتزاز الشديد باللغة. أن مفردات مثل «موشي موشي» في الرد على الهاتف، أو أوكاسا وأتوسا في مخاطبة الأبناء للآباء، لم تزحزحها مفردات مثيلة في الإنجليزية. والطب والهندسة في اليابان مثلا، لم «تتفرنج» لغتهما كما يصر كثيرون في بلادنا. اما ثقافتنا نحن، ففيها الحض على التعارف والتلاقح الحضاري. والمجال أضيق من أقدم أمثلة من القرآن الكريم أو السنة. أنا أرى بحكم عشرتي الطويلة لليابانيين، والتي كنت حريصا خلالها على معرفة أسرار تقدمهم وتخلفنا، وجدت أن أهم أسباب ذلك التقدم تكمن في تطبيق الفرد الياباني لمبدأ الشورى، والتشاور في حياته الخاصة والعامة. بالطبع هناك عوامل أخرى متعددة.