الحب من طرف واحد والثاني يقبل أو يرفض

TT

تعقيبا على مقال الكاتبة فوزية سلامة «من أول نظرة»، المنشور بتاريخ 23 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول انه لا يوجد حب من أول نظرة، بمعنى ان يقع طرفان في الحب ساعة ان تقع عين كل منهما على الآخر، بل يبدأ الحب من طرف واحد، وهو الطرف الذي يتمتع بجرأة وثقة بالنفس تمكنانه من ان يصرح بحبه، أما الطرف الآخر فقد يوافق هذا الحب هوى في نفسه فيقبل به طوعا، والبعض الآخر يقبله لبعض الوقت الى ان يجد حبه الخاص به فينصرف عمن أحبه.

أما إذا استمر حب من هذا النوع لفترة، فيكون ذلك ناتجا عن استفادة كل من الطرفين من هذا الوضع. فالمحب يوهم نفسه بأنه وجد نصفه الآخر، بينما الطرف المحبوب لن يخسر شيئا من استقبال هذه المشاعر، إضاعة للوقت، أو انتظارا لحبه الخاص في هدوء. أما ما قالته الكاتبة حول الانطباع الأول، فأقول اننا نكون الانطباع الأول عن كل شخص نقابله، وهذا الانطباع لا يصدق غالبا، لذا، لا يصح مثلا، ان نأخذ انطباعا عن إنسان في حالة غضب ونقول عنه بأنه منفر. كما أحب تذكير الكاتبة بمقولتها الشهيرة، التي طالما رددتها في التلفزيون وهي، «اللي تخاف منه ميجيش أحسن منه». أما الحب، فبعد النظرة الأولى يتحول من قبل الطرف الذي وقع فيه إلى عملية إيقاع بالطرف الآخر، مع كل ما تحمله هذه الكلمة من معان. ولهذا أقول جازما بأن الحب من طرفين أمر نادر ويكاد يكون معدوما.