لكل منا شارع يرى الجمال فيه

* من سعيد علم الدين ـ برلين ـ المانيا: [email protected]

TT

لا أوافق الكاتب هاشم صالح على ما قاله في مقاله «على أعتاب عام جديد.. ظلام العالم العربي والإسلامي إلى متى..؟»، المنشور بتاريخ 24 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أن «الشانزيليزيه اجمل شارع في العالم». فهذا كلام فَرَضي مبالغ فيه. لكل إنسان شارعه وربما زقاقه، الذي هو أجمل مكان في العالم.

بالنسبة لي شخصياً فشارع عزمي في طرابلس (لبنان) هو أجمل شارع في العالم ، ليس بأضوائهِ إنما بحسناواته وذكرياتٌ الحب البريء التي لا تنسى; رغم أن عيني لم تشبعا منذ ربع قرن من النظر بشغف إلى جمال شارع الكودام في برلين. الأفضل لو قال الكاتب: الشانزيليزيه، من اجمل شوارع العالم. أما عتمات قلبه الداخلية ، التي لا تبددها أضواء الشانزيليزيه، فهذا شعور مخلص أصيل، وقومي نبيل ، ووصف لمشاعر إنسانية صادقة تتحرق لترى قيام العالم العربي من كبوته ومشاركته الإنسانية في التقدم: فكراً وإبداعاً وعلوماً، تماماً كما كان في الماضي. لا أوافق الكاتب على قوله «ان المقارنة لا تجوز اطلاقا بين العالم الاسلامي وأوروبا الحالية، وإنما مع اوروبا في العصور السابقة». فالكاتب يريدنا أن ننفصل عن التطور الهائل الحاصل في عالم اليوم، وينسى أننا جزء أساسي من هذا العالم نتأثر بكل ما يحدث، إن أردنا أو لم نُرِد.