نجاح الاتفاقات مستبعد والصادق المهدي غيب أسئلة أساسية

TT

بالإشارة إلى مقال الصادق المهدي «كيف ننقذ السلام المقبل من أخطاء ومخاطر الثنائية» المنشور بتاريخ 20 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، اقول، انني لم اجد الإجابة على تساؤل مهم للغاية، هو: بما ان الاتفاق حتى الآن ثنائي بين الحكومة والحركة (الشعبية)، فماذا تفعل الأحزاب الشمالية والتيارات الجنوبية غير المشاركة في المحادثات، في حال اختار الجنوبيون الانفصال بسبب سياسات النظام الحالي؟ هل تتفرج على المشهد، أم تتشبث بمقررات اسمرة ؟ أم تلتف عليها؟

نطرح هذه الاسئلة مذكرين بأن مقومات نجاح اتفاق السلام ليس كافية، لأنها لم تنم عن رغبة أكيدة من قبل الطرفين. كما أن أي اتفاق لا يحظى بالدعم الشعبي مصيره الفشل. والدعم الشعبي لا تتم بلورته إلا ببسط الحريات وترسيخ الديمقراطية. والولايات المتحدة التي تمثل راعي اتفاق السلام السوداني المرتقب، ليست حريصة على فرض النهج الديمقراطي في السودان، على الأقل في المرحلة المقبلة. وذلك لأنها تبحث عن نظام يضمن مصالحها وليست بالضرورة ان تلتزم بشعاراتها وطروحاتها الفكرية، والأمثلة على ذلك كثيرة.

اما إذا تخلت الإدارة الأميركية عن النظام في السودان، فسوف لن تصمد خلال المنافسة الانتخابية من التيارات السياسية، وغالباً ما تلجاً للتزوير وهو كاف بدوره لإثارة البلبلة. وفي حال مراوغتها بخصوص الانتخابات، فيحتمل ان تقدم الحركات المسلحة على تكوين ائتلاف سياسي بعد توقيع الاتفافات مع الحكومة.