لا تكرروا خطأ حل الجيش العراقي والمؤسسات الأخرى

TT

بعد قراءتي لمقال الكاتب علي الدباغ «عراق ما قبل الانتخابات: مواصفات المصالحة المطلوبة.. إنقاذا لشعب»، المنشور بتاريخ 25 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول انه لا بد للمرء من أن يقر باحترامه لدعوات المصالحة الوطنية العراقية، التي أطلقتها شخصيات عديدة، منها عراقية وأخرى عربية.. مصالحة وطنية عراقية شاملة تأخذ بعين الاعتبار طي الخلافات السابقة والتوجه نحو هدف واحد هو بناء العراق الجديد الموحد، بعيدا عن الاحتراب السياسي والطائفي.

إن كل الذين يحبون العراق موحدا مستقلا، يرون في دعوة المصالحة الوطنية الحكمة والتعقل والنظر لمستقبل العراق نظرة صائبة، بعيدة عن فورة العواطف والثارات والانتقام، التي تتصف بها مواقف أطراف عديدة أخرى داخل مجلس الحكم. تأتي دعوات المصالحة هذه، في خضم استمرار حالة الفوضى والفلتان الأمني في مدن العراق. وهذه الوقفة التحليلية المتأنية والعاقلة للمجتمع العراقي، تشير الى ان ما يسمى بعملية اجتثاث حزب البعث، التي ينادي بها البعض، غير حكيمة، لأنها تقفز فوق الواقع العراقي، وتؤدي الى خلق عداوات وانتقام وحزازات، والى خلق فيلق من الناقمين، في وقت يحتاج فيه الظرف الى كل صوت وجهد عراقي. فقرار الاجتثاث السيئ الصيت، ادى الى تسريح مئات الآلاف من الاكاديميين والموظفين والإعلاميين والمهندسين، فضلا عن اعتقال عشرات الالوف من العراقيين في المعسكرات الأميركية. وكذلك القرار السيئ الصيت بحل الجيش العراقي، وقبله قرار حل الأجهزة الأمنية والإعلام وغيرها، التي خلقت جيشا من الناقمين، وهذه كلها عوامل سوف تنعكس سلبا على الوضع الأمني، وتقود الى افشال عملية المصالحة التي تنادى بها قوى مخلصة.