لا تكيلوا الإنسانية بمكيالين أيضا

TT

قرأت مقال الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش «تسونامي: سنقف مع ضحايا الكارثة حتى النهاية»، المنشور بتاريخ 15 يناير (كانون الثامي) الحالي، وأشكره على مجهود بلاده الانساني الخير الذي يهدف الى رفع المعاناة عن المنكوبين، وهي خطوة تحسب له ولحكومته. لكن كم كنت أتمنى أن يظل هذا الشريان الانساني نابضا في قلب بوش، من دون ان يتلوث بالمواقف السياسية التي تنقله تارة بين صورة الملائكي، وبين صورة الشيطان. وأسال الرئيس الأميركي: لماذا لا ينتابكم هذا الشعور الانساني، وأنتم ترون الشعب الفلسطيني يذبح على أيدي قوات الاحتلال الاسرائيلي من خلال عمليات القتل اليومي والمجازر وهدم المنازل والاغتيالات وفرض الحصار والإغلاق.. أليس الفلسطينيون بشرا على هذه الكرة الارضية، ويحتاجون لمن يرفع عنهم سكين الاحتلال؟ أم انه يجب ان نتركهم لقمة سائغة لقوات درجت على القتل وسفك الدم، بلا حدود؟! أعتقد انه لو جعلتم المعيار الانساني هو الذي يحكم مساعداتكم وتدخلكم بعيدا عن تأثيرات السياسة، لكان من الممكن ان تغيروا من الصورة الكريهة لأميركا في العالم العربي. ان الانسانية والأخلاق مقدمة على كل ما هو سياسي، لكن للاسف في القضية الفلسطينية انتم تفرضون معادلة معاكسة، في الوقت الذي قدمتم الانسانية على السياسة في كارثة تسونامي. فهل يصدق بالفعل ان مكاييلكم وموازينكم كثيرة ومتعددة بحسب السياسة، لا بحسب القيم والإنسانية؟