حان وقت فتح الإضبارة السوداء

TT

تعقيبا على مقال غيدا فخري («ما بعد «تسونامي»: كوفي أنان يواجه سيناريو «الغذاء مقابل النفط»)، المنشور بتاريخ 14 يناير (كانون الثاني) الحالي، أقول إنه منذ 1991 وثروات الشعب العراقي تنهب وتستباح من قبل مراقبي الأمم المتحدة ومن قبل برنامج «النفط مقابل الغذاء»، والعراقيون يموتون بالأمراض والجوع والحصار الجائر اللعين، الذي حصد أرواح مليون ونصف المليون عراقي، أكثر من نصفهم من الأطفال، وأميركا ومجلس الأمن والعالم كله يتفرج.

كان هناك من يحذر من وجود تلاعب في صفقات النفط مقابل الغذاء، وفي مهزلة التعويضات الوهمية، وفي تمرير العقود الوهمية من قبل موظفي الأمم المتحدة، وأن المواد التي كانت تعطى للعراقيين كغذاء، لا تصلح للحيوانات في حظائر تكساس، وما من ضمير اهتز وتحرك إلا اليوم، حين قال كوفي أنان إن غزو العراق غير قانوني، ظهرت كل السرقات والاختلاسات، وهذا يذكرنا بالحكام الذين يفتحون لكل وزير ومسؤول عندهم إضبارتين (واحدة بيضاء للعلن) وأخرى (سوداء) ليوم الحاجة، فما أن يغضبوا من هذا المسؤول حتى يفضحونه. وها هي إضبارة كوفي أنان السوداء حان وقت فتحها وفضحها. هل يعقل ألا تكون أميركا على علم بما يجري؟