يا طه ويا حكيم.. هذا زمن زعبولة وأبو قلة

TT

زمن يحيى حقي، صاحب «قنديل أم هاشم»، و«نحن لا نزرع الشوك»، والعديد من الأعمال الأدبية المتميزة الأخرى، والذي ذكرنا به سمير عطا الله في مقاله «مئوية يحيى حقي»، المنشور بتاريخ 15 يناير (كانون الثاني) الحالي، هو زمن ولى وانقضى، ضمن ما ولى وانقضى من زماننا الجميل.

ومصر التي انجبت حقي، والعقاد، وطه حسين ومحفوظ، والحكيم، ولويس عوض وبقية هذه القمم العملاقة الشامخة، لم تعد تلد من هم بتلك الاحجام، فلم يظهر أديب واحد بوزن أي منهم. ولو ظهر الآن في عصرنا، لتم رجمه بالحجارة، أو إقامة «الحسبة» عليه؟ وحتى على مستوى الفن الغنائي، لم تظهر أم كلثوم أخرى، ولا عبد الحليم آخر، بل ظهر زعبولة، وأبو قُلة ! وفي مجال الفن السينمائي، لم يظهر زكي رستم آخر، ولا محمود مليجي آخر، ولا شكري سرحان آخر، وقس على ذلك بقية الفنون. ولو سألت رجل الشارع: هل تعرف يحيى حقي؟ لأجابك قائلاً: طبعاً يا بك، كان راجل ولا كل الرجالة، مش هو برضه اللي دوخ الأميركان في جبال تورا بورا، وحواري الفالوجة؟!