الكلام عن تغليب المصلحة القومية الحيوية على المنظور القيمي، كما في مقال السيد ولد اباه، «تحرير المواطن شرط لتحرير الوطن»، المنشور بتاريخ 17 مارس (آذار) الحالي، في محاولة لتأليب المشاعر، أو زيادة هذا التأليب، كلام بعيد عن الحقيقة السياسية. وليخبرني الكاتب أي دولة، عبر تاريخ الإنسانية، فعلت غير ذلك. فاليوتوبيا دائما خارج اللعبة السياسية. ثم ان الكلام عن «حراب الاحتلال»، هو أيضا خارج اللعبة. وليخبرني الكاتب ايضا، هل ـ لولا هذه الحراب ـ كان بالإمكان رحيل نظام القائد الركن الزعيم الملهم (إلى آخر هذه الألقاب الدالة على الغيببة العربية). وهل ـ لولا هذه الحراب ـ كان بالإمكان كشف الأستار عما حدث طيلة عقود طويلة. للأكراد على يد «الكيماوي » وهم ـ بالمناسبة ـ مسلمون أحفاد صلاح الدين. فنحن لا نفعل الصواب إلا مضطرين، حيث الأمر عندنا «كله تمام يا فندم»، و«اللي تعرفه أحسن م اللي ما تعرفوش». أما تحرير إرادة المواطن كمدخل لتحرير الوطن، فكلام منطقي. لكن المنطق ـ في بلاد الشرق غير السعيد ـ كالمستحيلات الثلاثة: الغول والعنقاء والخل الوفي. إلا إذا كانت هناك حراب. د.سيد أبو شادي ـ مصر [email protected]