لا يجوز تسييس الإسلام

TT

* تعقيبا على مقال عبد الرحمن الراشد «الإسلام بين الجغرافيا والسياسة»، المنشور بتاريخ 20 مارس (آذار) الحالي، لدي قناعة بأنه لا يجوز تسييس الإسلام ولا أسلمة السياسة. فالإسلام بنظري قيم إنسانية عليا تنتصر للحرية وللعدالة، وترفض العبودية والظلم. وهو فطري يجنح بالنفس الإنسانية نحو الوسطية والاعتدال. لهذا يلتقي الإسلام مع كل نفس صافية فينتج الخير. ويتقاطع مع كل نفس شريرة فيخرج الشر. فالإسلام أداة تحريض على العمل الصالح. ويثاب عليه المسلم تارة بالدنيا وتارة بالآخرة حسب مشيئة الرحمن. ومن هنا، فإن العبادة في الإسلام، لا تكون في المسجد، حيث تحولت شعائر الإيمان لطقوس الكهنوت تأثرا باليهودية والمسيحية، بل في الشارع حيث العمل والإنتاج، وفي البيت حيث السكن والتربية.

أما السياسة، ففيها رؤى الرحمن، وغالبا ما تكون في الشعارات الكبيرة والأهداف المعلنة، التي تغازل القيم الإنسانية في التعاون والعيش المشترك، وفي جهود الإغاثة ونصرة المظلوم. وفيها أفعال الشيطان التي غالبا ما تكمن في سلوك الهيمنة والغطرسة والاعتداء، حيث الأهداف غير المعلنة.

أيمن الدالاتي [email protected]