لا تتعجب.. أنا أكثر منك تعجبا

TT

* يتعجب مشعل السديري في مقاله «فرنسا مقابل (برشام)»، المنشور بتاريخ 23 مارس (آذار) الحالي، ممن يمجدون الماضي وجماله. غير أنني أكثر منه تعجبا، وخصوصا اذا كان هؤلاء لا يبصرون الحاضر وجماله. فمن كان يعتقد بأن الانسان الماضي يختلف كثيرا عن الانسان الحاضر، فهو غافل عن الحقيقة. فالمحبة محبة في كل العصور. والبغض بغض. والإحساس احساس. أما إذا تعلم الانسان أن يسعد بما عنده، فالذي يتعسه قليل جدا، هذا إن استطاع أن يكون تعيسا. فهو سعيد حتى بالهواء الذي يستنشقه، والعينين اللتين يبصر بهما، أو الرأس الذي يسجد به. فالسعيد سعيد بكل شيء يأتيه، سواء أكان طائرة أم حذاء. وليس للتعاسة مكان عنده، لكن كم ان هؤلاء قليلون، وكم هم حسادهم كثيرون؟! كل الرجال من زمن الماضي، أو زمننا هذا يرتكبون بعض الردى والرذيلة، أو على الأقل، في وقت ما من حياتهم. وبعض الردى والرذيلة يأتى على ما هو أسوأ وأردى منه، ولكن احذر من الرجل الذي يرتكبها عن عمد، بالأخص إذا كان من علماء الكتاب.

عاشور أبو الخير ـ لبنان [email protected]