سليم الحص: العروبة تعبير عن خصوصية وأخوّة لبنان ليست لنفسه

TT

* قرأت مقال وليد ابي مرشد، المنشور بتاريخ 28 ابريل (نيسان) الماضي تحت عنوان «عروبة لبنان تمر ببيروت أولا».

لعل الكاتب أخذ بسحر اجتزاء الكلام ليؤاخذني على ما لم اقله في مقالي المنشور في صحيفة «السفير» اللبنانية (22/4/2005) بعنوان «طريق العروبة تمرّ في دمشق».

لقد اجتزأ الكاتب كلامي اذ اغفل قولي: «بالطبع رؤية عروبة لبنان تترامى على امتداد الوطن العربي من المحيط الى الخليج، ولكن واجهة العروبة في المنظور اللبناني تبقى سورية. لذا القول ان طريق العروبة في لبنان انما تمرّ في دمشق».

ما اعتراض الكاتب على هذا القول؟ اذا كان لكاتب المقال بضعة اشقاء، فهل يجانب الحقيقة اذا قال شخص ان احدهم هو اخوه الاكبر او الاصغر؟ ثم ان العروبة بطبيعتها ظاهرة انفتاح، تحيط بالعالم العربي اجمع، فما الضير في القول، مثلا، ان للبيت اللبناني جوارا؟ أليست سورية هي الجار الاقرب؟ هل ثمة انتقاص من عروبة اقطار الخليج اذا جمع بينها مجلس للتعاون الخليجي مثلا؟ وهل للكاتب اعتراض على علاقات خاصة بين دول المغرب العربي او بين دول وادي النيل ضمن اطار الرابط العربي؟

العروبة في نهاية التحليل تعبير عن خصوصية، هي رابطة الاخوّة التي تربطنا بسائر العرب. فما معنى قول كاتب المقال «ان طريق العروبة تمر ببيروت»؟ هل يعني ان اخوّة لبنان العربية هي اخوّة لبنان لنفسه؟ وهل يصح التحدث في الشأن القومي من منطلق حساسية عارضة؟ اما اذا كان قصد الكاتب المزايدة عليّ في الوطنية لبنانيا، فسامحه الله.

سليم الحص