لا تظلموا أمة كان لها ذلك المجد

TT

* قرأت مقال مأمون فندي المعنون «فاتورة الانسحابات الخطرة»، والمنشور بتاريخ 2 مايو (أيار) الحالي، وأقول ان التوفيق لم يحالفه. لذا أورد مختصرا لقصة قرأتها في كتاب مترجم الى الإنجليزية بعنوان «الحروب الصليبية بعيون عربية»، لأمين معلوف. وكتابه يهدف الى تعريف الأوروبيين، بأن العرب نظروا لحروب الفرنجة كحروب استعمارية تحت راية الصليب.

والقصة تتحدث عن طريقة ممارسة الفرنجة الذين احتلوا بيت المقدس للقضاء. اذ ورد في صفحة 130 من الطبعة الانجليزية للكتاب ما فحواه، ان بعض عقلاء العرب توسموا خيرا من تأثر برابرة الفرنجة بالحضارة العربية. وبدأوا يتلمسون الاعذار لأفعال بعض غلاتهم. لكن احدهم صعق عندما دعاه امير افرنجي لمشاهدة عدالتهم الناجزة في نابلس، حيث رأى جمعا من الفرنجة يتفرجون على رجلين يتقاتلان، احدها فلاح عجوز اتهم بمعاونة المسلمين، والآخر حداد القرية. وبالطبع، كانت الغلبة لحداد القرية. قد تكون الدائرة دارت على اهلنا بالشام، وأصبحوا الطرف المتلقي لدرس الحضارة. لكني اقول للكاتب صدقني، بالرغم من ان العرب «محتاجين لعصرة» كما نقول بالعامية، فإنه من الخطأ الاستهانة بمقدرات امة كانت معلمة للعالم على النهوض مرة اخرى. محمد البخيت ـ الولايات المتحدة [email protected]