كلاهما يستحق العقوبة.. الجاني والوسيلة الإعلامية

TT

* تعقيبا على مقال علي ابراهيم «الماء البارد»، المنشور بتاريخ 17 مايو (ايار) الحالي، اقول اننا ما زلنا لا نعرف من أين جاء الخطأ. وهل حادثة غوانتانامو (تدنيس القرآن الكريم)، صحيحة أم ان الاعتذار هو الصحيح. حينما شاهدنا ما حدث في سجن «أبو غريب»، توقعنا ان تكون في الافق استقالة مسؤول كبير، لكن لم يحصل سوى معاقبة الأفراد، الذين قاموا بعمليات التعذيب، وكأنهم باعة سجائر على قارعة طريق، وليسوا ممثلين لحكومة بلدهم، ويعملون تحت إمرة جنرالاتهم، ومع ذلك كان اندهاشنا أكبر، حينما سمعنا أصواتا إعلامية تحاول تخفيف قبح هذه الفعلة، من خلال إبراز عيوب السجون العربية، وهي مقارنة غريبة لا محل لها في المنطق، على اعتبار أن السجون العربية المكتظة ليست في بلد ينادي يومياً بجيش اعلامي جرار بتحقيق الديمقراطية والمطالبة بحقوق الإنسان، وأقام حربين في أربع سنوات من أجل هذه الشعارات الجذابة، كما هو حال الولايات المتحدة. هذه الحوادث ليست مصادفة ولا كبوة حصان، ويجب عدم التعامل معها على هذا الأساس. المخطئ يُحاسب بحسب خطئه وموقعه، والوسيلة الإعلامية التي تبث تقريراً يثبت عدم صحته، يجب أن توضع تحت حكم القانون. لمى عبد العزيز الرياض ـ السعودية [email protected]