السير على حبل التاريخ يحتاج إلى حذر

TT

* تعقيبا على مقال محيي الدين اللاذقاني «لا نامت أعين المؤرخين»، المنشور بتاريخ 18 مايو (ايار) الحالي اقول، رغم أن رسالة التسامح والتعايش التي يحملها الفيلم، إلا أنها لا تتعدى قناعة أفراد محدودين، بدليل صخب ردود فعل غربية حول «أطراف حقائق»، بينت همجية الصليبيين والخراب الذي حملوه عبر حملاتهم. إنه سلاح ذو حدين، أن تطرح تلك المرحلة التاريخية المشتركة بين المسلمين والغرب في مثل هذا التوقيت، فبقدر ما يمكن أن ينهل الجانبان عبرا بليغة من تعايش تفرضه الإنسانية ولا تستطيع منعه ظلال حرب لأهداف مشوشة عقائديا وسياسيا، بقدر ما أن في قلوب المسلمين جروحا كثيرة ـ قديمة وحديثة ـ قد تؤجَج بسهولة، فيجنحوا إلى عكس المأمول من تلك الرسالة. إن تناول ما يمكن أن نطلق عليه «مفاصل أحداث»، لأنها رسمت في وجدان الجانبين أصل رؤية كل منهما للآخر، أمر يستدعي من الفطنة الكثير، ومن النزاهة والتجرد أكثر، لكي لا يحتاج المتلقي تلمس العذر لمن تناوله، وهو ما حدث مع الفيلم، بحكم الثغرات التاريخية كما أشار الكاتب. فاطمة الراشد الإمارات العربية المتحدة [email protected]