«الشرق الاوسط» تتنافس وكتابها «يتكاتفون»

TT

* اتابع ما يكتبه سمير عطا الله في زاويته اليومية واقول له: وعلى الرغم من ان صلتي قارئا بك كاتبا، عتيقة مخضرمة، فان تسعة اشهر ما فتئت خلالها أسير فراش الاعتلال البدني، قد جلتها، فتجددت واورقت وازهرت، ثم ها آنذا ابدأ فجري كل يوم بقطف ثمارك اليانعة كثمار (التين البعل) في آب اللاهب من مساكب الحقول في الزيداني وبلودان، يراوغني احساس بالمزيد من الجوع، وقد احسنت «الشرق الأوسط» حين زرعت انيس منصور في كتف الصفحة الاخيرة، لتتناظر مع الكتف الاخرى التي تنسدل منها مشكاتك انت، كَيَ تدعو، من دون ان تدعو الى الاقبال عليها بتلهف استثنائي، وبذلك اغتصبت الصفحة الاخيرة قيمة الصفحة الاولى، عندي، وكاد صدر الجريدة يغدو ظهرها، وظهرها صدرها، لكنني ما زلت اعاني كل صباح من حيرة ظريفة كلما حطت «الشرق الأوسط» بين يدي: بأيهما أبدأ؟ بالكتف اليمنى وهي أنت أم بالكتف اليسرى، حيث يتدلى الصديق العزيز أنيس منصور كعنقود عنب بعض حباته زبيب؟ صرفت من عمري الذي تجاوز الواحدة والسبعين بشهرين، خمسين سنة تلقيت خلالها (رسائل اعجاب) كثيرة، كم يلذ لي اليوم تحولي من مستقبل الى مصدر بعد ان خانني جسدي الخذول.

كم احب ان اقرأك وان اوصيك بالحفاظ على نعمة الصحة الجسدية، فبدونها تكبو الروح والعقل وكل المواهب في آن، حماك الله من الخذلان.

عبد الهادي البكار ـ القاهرة