فرقت بيننا الآيديولوجية وأعادنا التنوع

TT

* تعقيبا على مقال أنيس منصور «أزمة ثقافة وثقافة أزمة!»، المنشور بتاريخ 10 يونيو (حزيران) الحالي، اقول انني ظللت فترة طويلة أتجاهل قراءة مقالات منصور عمدا بسبب الاختلاف الجذري بيننا في المنظور وفي زاوية الرؤية. وأعترف بأنني كنت في ذلك الوقت، موجها بآيديولوجية مسبقة، ولم أكن أرى الواقع وأدركه، بعيني أنا، وعقلي أنا. ولما نضجت وعرفت أن ما نسميه «الواقع» أو «العالم الخارجى»، إنما هو شيء أكثر تعقيدا بكثير من أن تحيط به مجرد فكرة أو آيديولوجيا واحدة ووحيدة، وجدت نفسى أقل تعصبا، وأكثر تسامحا. أكثر قدرة على إدراك التنوع الموجود في الواقع، وقبوله، وفهمه، وأكثر قدرة على تذوق جميع مستويات وجوده، ومظاهر جماله المختلفة. وبمجرد أن حدث بداخلى هذا الانقلاب أو التحول، بدأت أقرأ مقالات الكاتب وأستمتع بها. لم أعد أجد بأسا في الاستماع إلى نانسي عجرم، وكنت لا أنصت إلا إلى فيروز، وكالاس، وأم كلثوم. وفى السينما بدأت تستهوينى أودرى هيبورن، وتحية كاريوكا، كما استهوتني جوليت ماسينا، وأخذت تعجبني الأفلام الهوليوودية، والأفلام العربية، كما أعجبتني، من قبل، سينما فيللينى، وستانلي كوبريك، وغيرهما.

محمد خلاف [email protected]