قنبلة ـ لغز

TT

* تعليقا على مقال أنيس منصور «العن أباك تصبح زعيماً في الصين!»، المنشور في 27 يونيو (حزيران) الحالي، أقول: إن الصين واليابان قنبلتان هائلتان.. متجاورتان ومتنافستان بالمعنى الحرفي والدلالي لكلمة قنبلة، لكنها ليست قنبلة نووية أو سكانية أو بيئية أو غير ذلك من الأوصاف المألوفة التقريرية والمجازية، إنما هي قنبلة ـ لغز! وأكبر عنوان لهذه الألغاز هو أن تطوراتهما التي دخلتا بها حداثة القرن العشرين أفضت إلى أن الصين أصبحت لغزاً شيوعياً مخبوءاً في مارد مرتقب يحسب له مليون حساب. واليابان أصبحت لغزاً رأسمالياً يحسب له مليون حساب ويخشى غموضَه الرأسماليون أنفسهم. فإذا ما نظرتَ إلى القرن الحادي والعشرين رأيتَ كلتا القنبلتين تتفجران أمامك في شكل تنافس اقتصادي صريح وحادّ، ورأيتَ منتجاتهما تغمر أسواق العالم وتتحديان أميركا وأوروبا في عقر أسواقهما، خصوصاً بعد أن غيرت الصين هيئتها التقليدية وجمّلت وجهها بماكياج الرأسمالية الغربية.

ومع كل هذا النزوع والتسابق إلى التغريب، لا يزال اللغز في كلا البلدين محمولاً بآلاف الطلاسم، وما زلنا نحن العرب محبين لشرقيتهما، شغوفين بالابتسامة الحارة الودودة والأدب الجمّ الذي يلقانا به الصيني أو الياباني.

محمود مرسي ـ الإمارات [email protected]