إشكالية الرأي والخبر

TT

* من الضروري الإشارة الى أن الخبر ليس بالضرورة أن يأتي في صفحات الأخبار، بل حتى الرأي، لكن المهم هو المتابعة». ربما يواجه هذا الرأي مائة عام من أعراف وتقاليد وفنون الصحافة. فعند الاتفاق على أن الصحيفة ـ أية صحيفة ـ تنسلخ، بشكل عام، إلى كائنين: خبر ورأي; فإننا سنتفق على أن الأول هو «صُنعة الصحيفة» فيما يُعد الآخر صُنعة كاتبه من دون أي تدخل من الصحيفة.

خرجتُ من نص المراقب الصحافي «درس من مقال»، المنشور في 24 يونيو (حزيران) الحالي، بفهمين مختلفين; الأول: أنه كان على الصحيفة أن تلتقط تلك الإشارة في مقال الرأي للدكتور مأمون فندي وتحولها، عبر المتابعة والاشتغال، إلى طرح خبري. هنا، لا مشكلة; بل إن المراقب ـ إن صح الفهم الأول ـ ينتهي إلى مهنية عالية حين يطالب «رجال الشرق» بترقيق حسهم الصحافي إلى حد تلمس حتى تلك التفاصيل في مقالات الرأي في سبيل الصناعة الخبرية. مشكلتي تكمن في الفهم الثاني، والذي سأقع في مشكلة إن كان صحيحاً. يبدو المراقب وكأنه يطلب من الصحيفة أن تعامل ذلك الاستنتاج الوارد في مقال رأي كسبق صحافي يمكن الإشارة إليه حين تحقق الاستنتاج، كأن تكتب الصحيفة، مع نقلها لخبر الوكالة الفرنسية، مثلاً: «وكانت «الشرق الأوسط» قد أشارت إلى توجه أميركي نحو إقامة منطقة عازلة». هنا، جدلية متعبة! علي الفردي ـ السعودية [email protected]