ماذا دهى أميركا؟

TT

* تعقيبا على مقال عبد الرحمن الراشد الذي نشر في 28 يونيو (حزيران) بعنوان «معرفة الخصم»، أقول إن اسئلة تطرح باستمرار، وهي في تزايد ولم أجد إجابة شافية لها حتى الآن، مؤداها لماذا تضع أميركا نفسها في مواقف ليست في حاجة ان تضع نفسها فيها؟ فهي أقوى دولة في العالم عسكريا وسياسيا واقتصاديا، لماذا تدمر الصورة الجميلة التي اعتمدت عليها قبل 200 سنة، والتي كانت سببا في نجاحها كدولة تأسست بأعراق وأديان وألوان مختلفة، شعارها الحرية والديمقراطية، حتى باتت البلد الحلم لكل من يريد الابداع في أي مجال، ولكل من ضاقت به الدنيا ويريد أن يحيا حياة كريمة، فلماذا حدث لتهتز صورة هذه التجربة الجميلة، التي ظلت سنوات طويلة مثار اعجاب واحترام العالم، حين كانت المصداقية والحيادية واحترام الانسان، فلم هذا التخبط الآن؟ ما أجمل ان يتواضع القوي الواثق بقوته، وان يكسب المحبين حتى ولو لم يكن بحاجة اليهم، بدلا من تحويلهم لأعداء. لماذا غاب الخطاب الديمقراطي وعوض بنزعة ديكتاتورية غير لائقة؟ أين الحرية مما نراه اليوم من تعديات على حقوق الآخرين علنا؟ اين المصداقية التي تغنينا بها دهرا من تناقضات اليوم التي باتت كالشمس، لا نستطيع تغطيتها؟ يمكن لأميركا أن تصل لكل ما تريد، من دون ان تهتز صورتها، التي كانت جميلة لأنها ببساطة ليست مضطرة لذلك.

أمجد محمود منير [email protected]