لا تجرحوا الأيتام الحقيقيين

TT

* تعقيبا على خبر (زيباري يتهم «أيتام صدام» باغتيال السفير المصري المخطوف في بغداد)، المنشور في 12 يوليو (تموز) الحالي أقول: بعيدا عن كل ما حدث ويحدث وما قيل ويقال لفت انتباهي مسمى «أيتام صدام». لماذا تفتقت العبقرية اللغوية عن هذا الاسم في هذا السياق؟ إن كلمة أيتام هي كلمة تجلب صورا ذهنية عن الرحمة والحاجة والحرمان، وهي تطلق على فئة من الناس الضعاف وهم الأطفال الذين فقدوا آباءهم وأمهاتهم أو الاثنين معا، وبالتالي هم يحتاجون للعطف والحنان والمساعدة.

وإذا كانوا يسمونهم «أيتام صدام» على فرضية أن صدام كان أباهم فكيف يكونون أيتاما وأبوهم لم يمت فهو رهن الاعتقال وعلى قيد الحياة ؟ وإنني أتساءل: لماذا أطلق هذا الاسم على فئة من الناس تعد في نظر المسؤولين العراقيين قتلة وإرهابيين. هل يشعر المسؤولون العراقيون في لاشعورهم أن هؤلاء أيتام فعلا؟ وأنهم السبب في تيتمهم؟ أم يعتقدون في داخلهم أن هذا نوع من النبل المهذب في التعامل مع الأعداء؟ أيا كانت الإجابة فإن هذه الكلمة ليست في مكانها ولا يصح أن تستخدم في تصريحات رسمية حتى لا تجرح مشاعر الأيتام الحقيقيين في العراق سواء الذين تيتموا في عهد صدام أو في عهد من جاءوا بعد صدام. أحمد مرزوق ـ الإمارات [email protected]