أخبارنا قتل وجثث ومنوعاتنا فساد وسرقات

TT

* ليس غريبا أن يدور هذا النقاش الفلسفي الدموي في مثل هذا العصر، كما اخبرنا مقال خالد القشطيني «مطلوب مراسل نبهان»، المنشور بتاريخ 28 يوليو (تموز) الحالي. فالزخم الإعلامي الإخباري وغير الإخباري، وضع حول البشر حصارا لا فكاك منه، مواده هي الاخبار والتقارير الدامية، وأعداد القتلى، وطرق القتل. اما منوعاته فقد اصبحت أغرب وأحدث طرق القتل والذبح، وطرق الإعلان عن هذا. والأخبار الخفيفة فيه هي طرق الفساد وأحجامه والسرقة والرشوة، وعدد ونوعية القضايا في المحاكم. كل هذه المآسي أصبحت بضاعة يومية على مائدة الإعلام العالمي. بسبب كل هذا أصبح الصندوق الأسود داخل الإنسان (اللاشعور)، مزدحما بهذه الصور والأفكار والسلوكيات. وأصبح هو المعين الأول لردود الفعل العفوية. فما حدث في المكتبة حدث أيضا داخل البرلمانات. وحدث داخل غرف العمليات الطبية، بين أساتذة الجامعة. وهذا كله إرهاصة لميلاد أحدث مدرسة جديدة في الفكر والفلسفة هي مدرسة «الفلسفة الدموية».

أحمد مرزوق ـ الإمارات العربية [email protected]