عمال الصيانة .. جنود مجهولون

TT

* تعقيبي على مقال عبد الرحمن الراشد «الخوف من سقوط الطائرات (2 ـ 2)»، المنشور بتاريخ 28 اغسطس الماضي، هو مساهمتي، من موقع التخصص في إدارة العوامل البشرية، بالإضافة إلى خبرتي السابقة في مجال صيانة الطائرات، في توضيح بعض الحقائق عن عالم الصيانة في الطيران. تظهر الدراسات الإحصائية أن 80% من حوادث الطائرات، تحدث بسبب الأخطاء التي يقع فيها العنصر البشري، الذي يتمثل في الطيارين ومساعديهم، وأفراد الصيانة ومراقبي الحركة الجوية. وعليه، فلا بد من تركيز جهود التوعية والتدريب للمساهمة في الإقلال من هذه الحوادث. وتقود أغلب التحقيقات التي أجريت إلى استنتاج أساسي، مفاده أن عدم الالتزام بما فيه الكفاية بشروط سلامة المسافرين وأمنهم، هو الذي يقف وراء هذه الحوادث. وتؤكد تقارير عديدة على أن الجري وراء الربح والحرص على زيادة الإنتاج والإنتاجية، عاملان أساسيان يقودان إلى تقليص الاهتمام بقواعد الصيانة الأساسية. وكما ذكر الكاتب أن سوء الصيانة قد يؤدي إلى كوارث عدة، بالإضافة الى الضغوط العملية والجوية والذهنية التي يتعرض لها مهندس الصيانة، التي قد تفوق ما يتعرض له قائد الطائرة. فالتركيز على عمليات الصيانة يحتاج الى اهتمام مباشر وغير مباشر بالعناصر البشرية العاملة في هذا المجال الحساس والمعقد نوعا ما، والعمل على مساواتهم بزملائهم الطيارين من حيث المعاملة والرواتب والتأهيل وإعادة التأهيل. فالجندي المجهول في عالم الطيران في رأيي هو مهندس الصيانة، والاهتمام بهذا العامل، سوف يجعل الراشد وكثيرين منا، يطمئنون عند سفرهم جوا.

د. علي بن حسن الحرابي ـ السعودية [email protected]