هويات انتقالية

TT

* ردا على تساؤل السيد ولد اباه «هل تفتح البوابة العراقية صراع الهويات عربيا؟» («الشرق الاوسط»، 8 سبتمبر/ايلول الحالي)، اقول ان الفيلسوف مارتن هيْدِجَر، رأى أن الهوية تبدأ في تعريفها البسيط، بأنها الخاصية المشتركة بين مجموعات مختلفة في الأساس، ولكل منها عدة خصائص. ونظراً لتباين الإيمان بهذه الخاصية المشتركة من مجموعة لأخرى، فإن الاحتياج لتنشيط الاحساس لدى المجموعة الأقل إيماناً بهذه الخاصية، يستدعي إضعاف الإيمان ببقية الخصائص. وهنا نرى البعثيين العراقيين مثلا، يقاومون الهوية الدينية لتقوية الإحساس بالهوية (الخاصية) القومية. إنه بمثابة ليّ متعمد لأعصاب الحس الاجتماعي لترك عصب واحد يشعر بما هو مشترك مع الآخرين، بشكل يكفي لتحقيق الاتحاد بين الفرقاء. فعملية حل الجيش العراقي مثلاً، كانت لإتلاف رمز من رموز هوية قديمة كانت ستمنع نموّ الهوية الجديدة. وليس لإضعاف العراق فقط. ولقد كان من الأولى إيجاد هوية عراقية انتقالية مخالفة لكل ما سبق من هويات، في اتجاه معاكس للاتجاه الاسرائيلي، كونها دولة غيرت الهوية السابقة لمواطنيها، حين تم نسف مفاهيم الانتماء السابقة. مثلاً، لدى المهاجر الالماني لحساب العرق اليهودي. لكن الإسرائيليين يدركون أن المستقبل سوف يزيح نقطة التقاء الفرقاء الدينية، لتتحول الى موقع أكثر ليبرالية. أما العراق فقد جر لنقطة يصعب التكهن بزحزحته عنها مستقبلاً.

محمد البندر الهيلاوي ـ الولايات المتحدة [email protected]