تحديات الهوية

TT

> هنتنغتون ينظر لطلابه بأن أي جهد لتشخيص العناصر المشتركة يتم بعمليات ضخ جرعات من قيم «الهوية الأقوى» في ثقافة «الهوية الأضعف»، وليس بمد الجسور الثقافية، كما تمنى جيمس تيرنر جونسون في مقاله «كيف أقصى المتطرفون أنفسهم عن حوار مطلوب؟»، المنشور في 27 سبتمبر (أيلول) الحالي، والذي أبدى قراءة متفائلة لأدبياته. ففي كتابه الموسوم «من نحن؟ ـ تحديات الهوية القومية الأميركية» ، يصف هنتنغتون الهوية الأميركية بأنها تتميز عن أوروبا بطبيعة البعد الديني للثقافة الأنجلوبروتستانتية.

فإذا كان المؤلف يعارض مد الجسور في الوطن الأميركي، بدعوته إلى هيمنة ثقافة الأكثرية على ثقافات الأقليات، فلن يكون مستوى إقصائيته لغير الأميركيين أفضل حالا. والخطورة أن أتباع هنتنغتون من اليمين الأميركي هم المطالِبون بمشروع كوني يهدف إلى فرض القيم الأميركية عالميا بتصدير قوالب ديمقراطية وليبرالية اقتصادية للدول الأخرى. وبالتالي فإن فرض هذه الهوية، الدينية المنشأ، بالقوات المسلحة يعني فرض قيم معينة.

محمد الهيلاوي ـ الولايات المتحدة [email protected]