صائد الشوارد يلد نجوما

TT

> موضوع الثقب الأسود، الذي تحدث عنه الخبر المنشور بتاريخ 3 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، تحت عنوان «دليل جديد على وجود ثقب أسود هائل في مركز المجرة»، شغل العلماء لوقت طويل وأعطيت فيه آراء كثيرة عن كيفية تكونه ومهماته. فالكون عقب الانفجار الكبير، اخذ في التمدد. وينتج عن تمدده هذا تشكل الملايين من الكواكب والمجرات والنجوم. ولكن خلال هذا التمدد والتشكل تنفلت كتل ضخمة من الحجارة وتنطلق إلى ما لا نهاية في الفضاء السحيق بسرعة هائلة، وقد تصدم بالأرض أو بأي كوكب أو نجم آخر لتفجره. غير ان وجود الثقوب السوداء يلعب دور المنظم والضابط لمثل هذه المشاكل الطارئة, إذ إن الثقب الأسود لا يخضع تماماً لنظام الجاذبية المضادة، نظراً لأنه يملك بذاته قوة مغناطيسية هائلة تفوق عدة أضعاف ما للكواكب الأخرى، وهذا عائد لطبيعة تشكله. وهو بحق يستحق عن جدارة لقب «صائد الشوارد»، إذ إنه يوجد بكثرة وبالملايين عند أطراف الكون السحيق, بحيث يستحيل ترصده لالتقاط الكتل الشاردة من تكون النجوم والكواكب. ونظراً لقوة دوران الثقب الأسود، مع استقلالية جاذبيته، فأنه يجمع حتى الغبار بكثافة تلفه وتتداخل به, بحيث يتعذر مشاهدة ما بداخله إلى حين تشكل النجم وولادته منه. محمد السويسي ـ اسبانيا [email protected]