> يعيش العالم العربي أزمات منذ ان وجد على خريطة العالم. وهي أزمات حقيقية، زرع هو بعضها وزرع الاستعمار بعضها الآخر. وقد انبت جميعها وأثمر. والآن تأكل الشعوب وتصاب بالإسهال الفكري، من جلد للذات. ومن فكر معاد للآخر, ومن كبت للحريات, ومقت لتقبل تطور الآخر ونفور من علمه وتفوقه. وعدم تقبلنا لأي تطور، بعد ان اصبنا بالعمى السياسي، ولم نعد نفرق بين الديكتاتور والقائد الضرورة والحزب الواحد وبالروح بالدم نفديك يا ...الخ. مأمون فندي لديه كل الحق في ما كتبه في مقاله «أزمة ثقافة لا أزمة سياسة»، المنشور بتاريخ 7 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي. نحن بحاجة الى ثقافة جديدة، لأن حالتنا الراهنة ان بقيت على ما هي عليه الآن، سنواجه أمورا عضالا يصعب حلها، ويصعب على أي مبدع ايجاد مخرج منها. الوضع لا يحتمل التأخير او مهادنة الواقع، فعجلة الزمن تمضي، وتفرز ما تفرزه، وهذا أخطر ما في الوضع.
محسن محمد مهدي دومة ـ السعودية [email protected]