يوم في حياة زوجة عصرية

لبنى محمد إسماعيل ـ مصر

TT

رن جرس الموبايل في الخامسة صباحا، استيقظت ومعي أسرتي، تعودنا الاستيقاظ مبكرا بسبب عمل زوجي. في المطبخ أخرجت كل ما يلزم لعمل الساندويتشات، لدي ولدان مختلفان في طبعهما، ساعدتهما على ارتداء ملابسهما، خاصة الكبير، ليلحق بحافلة المدرسة. خرج زوجي وابني الأكبر. ارتديت بسرعة ملابسي، فعملي في الساعة الثامنة. أخذت ابني الصغير معي في السيارة، مدرسته بجانب عملي وتبعد ساعة بالسيارة. أصل بعد الثامنة فأجد المدير ينظر إلي بغضب، اشرح كيف هو الحال على كوبري اكتوبر المزدحم، وأبدأ عملي في ترتيب مقابلات، وترجمة لا تنتهي. الساعة الثالثة استعد للمغادرة حين تدق الساعة. يتعجب المدير، فأنا لا آتي في موعدي ابدا، ولكني لا أخطئ موعد انصرافي. أركب سيارتي لألحق بابني الصغير ثم الكبير. الزحام خانق، الجميع يحاول ان يتجاوزني بسيارته، لكن أخيفهم واستمر في القيادة. اصل فأجد ابني في الشارع. أبدأ بتحضير الغداء، فابني الكبير دائما جائع. أخرج من الثلاجة ما يسهل تحضيره للغداء كالعادة «مكرونة وبفتيك»، وأدلل ابني الكبير ليفتح أي كتاب حتى يجهز الغداء لكنه يرفض بالطبع لانه لا يستطيع المذاكرة، وهو جائع (ولا هو شبعان)، على النقيض يبدأ الصغير عمل ما عليه. أنهيت الغداء وبدأت مع الكبير في إنجاز الواجب، فتحت الشنطة رغم إصراره كالعادة على انه لا يوجد واجب، في الوقت الذي أجد فيه من الواجب ما يكفي يومين. بالتهديد والوعيد ننهي الواجب، ثم يحضر المدرس الخاص بالرياضيات (زوجي مهندس). وقت الدرس التفت قليلا لابني الصغير. يأتي زوجي في السابعة واحضر الغداء. يغادر المدرس، وأبدأ بتحضير العشاء (ابني الكبير جاع تاني). انهمك بعد ذلك في معركة المطبخ الذي لم يعد به كوب واحد نظيف. دقت الساعة العاشرة، أدخل الولدين إلى سريرهما ثم أذهب للنوم. لا تسألوني كيف هو شكلي الآن، زوجي جالس على السرير يتابع قنوات فضائية مليئة بفتيات توقف نموهن من حيث البدانة (حور). أتثاءب حتى تنزل الدموع من عينيّ، فيسألني زوجي في تبرم: «حتنامي بدري النهاردة وَلاّ إيه؟..» اذا قلت «أنا صاحية»، معناه استمراري بدون نوم، واذا قلت سأنام، فهذا يعني «بوز محترم».

ما السبب فيما انا فيه؟ هل العمل؟ لا أستطيع ان اترك عملي، مصاريف المدارس واللبس... تذكرت أمي وكيف كانت تملأ البيت حبا، وكل شيء معد لنا لنبدأ مذاكرتنا. أنا لست ضد عمل المرأة، لأنني أعمل، ولكن في هذه اللحظة أدركت ان الأفضل للمرأة ان تبقى في المنزل لتهتم بزوجها وأولادها (الستات مكانهن البيت!!).