الإنشاءات والملاجئ

د. مهندس جمال محمد غزاوي ـ مكة المكرمة

TT

الدول الأبعد احتمالا للتعرض لأي اعتداء تضع في مواصفاتها وشروط البناء فيها إقامة ملاجئ للسكان، بل ان البعض يذهب الى اشتراط إحداث ملاجئ تحمي من الغارات الذرية.

والوطن العربي والإسلامي المستهدف بكل أنواع الأسلحة، بما فيها الاسلحة النووية والجرثومية والكيماوية، لم يفكر أحد فيه في طرح هذا الامر المهم منذ سقوط الدولة العثمانية وحتى اليوم.

والمتتبع للمناطق التي تعرضت للاعتداء والضرب ويرى حالة المدنيين والأطفال والشيوخ وما يحصل لهم من أهوال يجعله يتساءل: لماذا لا تُنشأ ملاجئ؟

عند ملاحظة ما يقوم به العدو من تحصينات وملاجئ في أصغر مستعمرة الى أكبرها لا يملك إلا ان يتساءل لماذا يهمل هذا الأمر على مستوى العالم الاسلامي كله؟

بفحص المنشآت الكبيرة والصغيرة التي تم إنشاؤها، والتي تحت الإنشاء والمباع منها والجاري بيعه لا تجد ذكرا أو تلميحا بوجود ملاجئ او ملاذات للطوارئ. والعرض المكشوف للمنشآت الحيوية والخطرة ومواقف السيارات والحافلات وعدم وجود حمايات لها يجعلها عرضة للضرب بأبسط الوسائل، في الوقت الذي تتوفر فيه موانع طبيعية كالجبال، والمناطق الرملية التي يمكن تحويلها ببعض المجهود الفني الى موانع تعجيزية لضربها، بل إنني رأيت بعض المنشآت تقام في أمكنة تعرضها للسيول بدلا من حمايتها، بل وبعضها سهل الاستهداف بزجاجة مولوتوف يرمى بها من سيارة عابرة او دراجة نارية او حتى عقب سيجارة.

هذه قضية فنية وددت لفت النظر اليها، لخطورة تأثيرها، في حالة التجاهل، على مستقبل البلاد والعباد.