أنا سمينة.. ولكن

فاتن أحمد ـ الرياض

TT

أعلم يا أعزائي القراء ان موضوع السمنة موضوع مللنا من قراءته في كل مكان، على صفحات المجلات والصحف، وعلى شاشات التلفاز، واثناء التصفح على الإنترنت، ولكن لا اعتقد ابداً ان كل من يتكلم عن هذا الموضوع يستطيع ان يفهم مشاعر الشخص المصاب بالسمنة، واحساسه بين الناس، مهما ادعى ذلك فهو احساس لا يحسد عليه، لأن كل من يعلق على هذا السمين أو يتلفظ بالمساخر، ان كان بأسلوب جدي كنصيحة من احد المقربين من الأهل، أو بأسلوب هزلي من الأصدقاء الذين همهم التسلية، يجرح مشاعره جرحا لا يبرأ منه أبداً مهما كانت ثقته بنفسه قوية، فهو إنسان طبيعي له قلب ينكسر حتى وان لم تظهر عليه آثار جرحه أمام الناس، فهو انسان له الحق ان يحلم كغيره، لا ان يضطهد، وحتى لو اصبح هذا الانسان السمين نحيلا فإنه لا يستطيع ان ينسى أي كلمة قيلت عنه، أو حتى الشخص الذي قالها، ولو ابتعدنا قليلا عن الجرح بالكلام واتجهنا الى الجرح بالابتسامة من خلف ظهر هذا المسكين الذي يعتقد المبتسمون انه لا يشعر بهم، فالاحساس ليس مقتصراً فقط على النحيل، أرجو ان يتذكر الناس ذلك يوم.. ولكن كل ما اريد قوله عبر هذا المقال، أو ارجوه من كل من يقرأه من الناس الذين يتسلون بالناس، أن يرحموا هذا الشخص السمين الذي غالباً ما يكون صامتا في مشاعره، منعزلاً عن الناس يخشاهم ويتجنبهم كي لا يجرح أكثر، لأنه يتمنى الموت في كل لحظة يسمع بها نقدا سخيفا أو ابتسامة ساخرة، وانا لا اتكلم عن هذه المشاعر من فراغ، بل من احساس صادق عاش معي منذ كنت في الرابعة عشرة من عمري وانا الآن في الثانية والعشرين، لأني عانيت الأمرين، ولا أزال ولكن من خبرتي هذه، أجد انني اتحلى بثقة قوية في النفس واعتقد ان اغلب من عانى يتحلى بهذه الثقة.