ماندل إلى الـ «دي إن إي»

د. محمد أحمد الديب ـ الأسكندرية

TT

ولد علم الوراثة على يد القس مندل الذي كان أسقفا لدير في النمسا (يسمى دير برون) والذي كان أيضاً عالماً فقد أجرى آلاف التجارب على نبات البازلاء وخواصه مثل لون الزهرة ولون الحبة ووضع الزهرة على الجذع.. الخ.ووضع نظريته المعروفة بـ«قانون مندل» وبمقتضاها: ـ يكتسب النسل نصف خواصه من الذكر والنصف الآخر من الانثى ـ بعض الخواص الوراثية «سائدة» وبعضها «متنحية» فإذا وجدت الخاصيتان في نبات واحد تتغلب السائدة ويكتسبها النبات وهكذا اثبت مندل ان هناك عوامل محددة تنتج عنها الخواص الوراثية ويمكن التنبؤ بها، ثبت بعد ذلك انها 23 زوجاً من الخيوط سميت «كروموسومات» (أي التي تقبل الصبغة) موجودة في نواة كل خلية ـ بعد ذلك اثبت «مورجان» (جامعة كولومبيا) ان العامل الوراثي مرتبط بهذه الكروموسومات وسميت مجموعات هذا العامل الوراثي «جينات» ومعناها المنتجة.ـ واثبت أوزوالد ايفري (معهد روكفلر) ان الجين هو الحامض النووي » دي. إن. إيه» DNA الذي يتكون من أربع مواد قاعدية (أدينين، جوانين، ثيمين، سيتوزين) مع مادة سكرية وفوسفات.ـ في عام 1950 تمكن «واطسون» بمساعدة الانجليزي «كريك» من صنع نموذج لجزيء الـ «دي. إن. إيه» على هيئة سلم حلزوني مزدوج تتكون درجاته من المواد القاعدية الأربع وثبت ان اختلاف ترتيب هذه القواعد الأربع هو الذي ينتج مختلف الجينات وان الكروموسومات (بما عليها من جينات) في نواة الخلية تحمل كافة المعلومات لتصنيع اي مادة في الجسم بسلسلة أو اعادة ترتيب هذه المواد الأربع (كما يحدث في لعبة الدومينو) على السلم الحلزوني ـ أمكن قص قطعة من الشريط أو السلم الحلزوني من كائن ونقلها الى كائن آخر بحيث يقوم هذا الأخير بالتعبير عن الجين الجديد أي تنفيذ تعليماته وهو ما يعرف الآن ببحوث الهندسة الوراثية وكان أول منتج يرتكز على هذه التقنية هو الانسولين البشري المصنع بالبكتيريا.