مفهوم خاطئ للموضة

ميشيل يوسف ـ دمشق

TT

هل عجز الإنسان العربي عن ابتكار ما هو جديد، وهل غابت قدرته العقلية إلا عن تقليد الغرب؟

ففي أغلب الأحيان كثيراً ما يلفت انتباهنا المظهر الخارجي، فلا يستطيع المرء التصرف أو ارتداء ما يخطر بباله، وذلك لأنه محكوم بمجموعة من القواعد والتي لا بد له من مراعاتها وإلا سيكون محط أنظار وهمسات من هم حوله من الأشخاص.

ويعتبر المظهر الخارجي من أكثر الأمور أهمية للشباب سواء في العمل أو الحب أو أمور أخرى مما يجعلهم يُستهلكون.

إن الأمر الذي لا يفارق عقول الشبان اليوم هو اعتقادهم بأنك كلما التزمت أكثر بالموضة أصبحت أكثر قبولاً في المجتمع لأنك ستبدو حضاريا، وبالنسبة للشباب ثمة نموذج يجب أن يتبع في الموضة وهذا النموذج هو ما نأخذه من الغرب ويصل إلينا اليوم على جناح السرعة بفضل تكنولوجيا الاتصال.

أما المشكلة التي يعاني منها الشباب في الوقت الحاضر فهي التغير السريع للموضة التي نعجز في أغلب الأحيان عن مواكبتها، فمع وجود الانترنت والصحون اللاقطة تتدفق علينا كل يوم أحدث الصرعات في عالم الموضة والأزياء والماكياج والتي تروّج لها الفضائيات التي تقدم نماذج عن الفتيات الأنيقات والمبتسمات، وقد لا يبدو الأمر سهلاً لمتابعي الموضة فتلجأ الفتيات إلى عمليات التجميل كي يغيّرن في شكل الوجه والجسد ليصبحن ملكات جمال.

وبالتالي لم يعد من المستغرب أن نرى أشكالاً متناسخة من الفتيات والفتيان الذين يرتدون الزي نفسه ويصففون شعرهم بالطريقة ذاتها، فيتشابهون في كل تفاصيل الموضة ويتحدثون باللكنة المميزة ذاتها حتى انهم يحملون نفس الأفكار والأذواق والطموحات. وقد لعب الإعلام بمختلف وسائله وأشكاله دوراً كبيراً في الترويج للموضة والأزياء على أساس أن الاهتمام بالموضة والأزياء الحديثة والصرعات الجديدة يعد من مظاهر الحداثة والتحضر، لذلك لا بد من التنبيه إلى أن بعض الموضات والأزياء والصرعات التي تأتي الينا من الغرب لا تتناسب وثقافتنا.

ينبغي لجيل الشباب والفتيات أن لا يقعوا ضحية سهلة لشركات الموضة ومافيا الصرعات المضرة وليكن اهتمامهم بجمال الروح قبل جمال الجسم.