على طرقات الشانزيلزيه

خولة الحوسني ـ مسقط

TT

عندما كنت واقفة في محطة انتظار (الترام) في احدى الدول الغربية وسمعت أحد المارة يقول مستهزئا انها خصصت لهم، التفت خلفي لأرى ماذا يقصد؟ فإذا بسيارة من أحدث الموديلات مع (الشوفير) ركنت على الرصيف لنقل أحد العرب الموجودين هناك، على الرغم من ان هيئته لا تدل على ذلك وتكرر المشهد عدة مرات والناس في تلك البلاد ينظرون اليهم نظرات استهزاء وخبث في نفس الوقت، فعلى الرغم من ان معظم السيارات صممت في تلك الدول، الا ان الناس هناك لا يعيرون اهتماما للمظاهر، بل ان اهتمامهم اكبر من ذلك، فنسبة تسعين في المائة منهم يستخدمون وسائل النقل العامة المتوفرة في كل مكان، كالباصات والقطارات والمترو والترام وغيرها من الوسائل السريعة والعملية، كما ان الكثيرين من العرب على الرغم من زياراتهم المتكررة وبعضها سنوية فهم لا يعرفون شيئا عن هذه الوسائل، ولا عن كيفية استخدامها. انهم ينظرون لها بأنها تقلل من شأنهم وتجعلهم كعامة الشعب، وهم لا يعلمون ان ذلك يجعل منهم اضحوكة.

كان هذا الموقف الاول، الذي أكد اجابتي عن التساؤلات التي تطرأ في بالي عن نظرة الغرب الى العرب.

الشيء الثاني الذي أكد اجابتي واثار دهشتي واستغرابي كان عند زيارتي لأحد المتاحف الضخمة الموجودة هناك، فعلى الرغم من الزحام الموجود واللهفة الظاهرة على وجوه الكثيرين للمعرفة والاطلاع، فلم اشاهد او ألمح عربيا واحدا على الرغم من كثرتهم في تلك البلدان، كما ان جزءا كبيرا من المتحف يضم اقساما عن البلدان العربية وتاريخها، وتكررت زياراتي للمتاحف والاماكن الاثرية والحال كما هو، فتساءلت في نفسي: الى اين يذهبون؟ وكيف (يغيرون الجو) كما يقولون؟ فكانت الاجابة في احد الشوارع القديمة الفخمة والغالية المليئة بالمقاهي الغالية الثمن والماركات الكبرى، هنا وفي هذه المنطقة بالذات. رأيتهم، شككت في البداية في كونهم عربا فالهيئة لا تدل على ذلك، الا عندما مرت على اذني بعض الكلمات (شلونش)! والموقف الرابع الذي أكد اجابتي، تصفحي لاحدى المجلات الشهرية والتي تصدر باللغة العربية، اذ هناك صفحتان كاملتان بعنوان (اسرار الشانزيلزيه) يحتويان على فضائح العرب في ذلك الشارع، لدرجة انهم قسموا الى فئات ومنها فئات الليل المخملي! الا يكفي هذا لجعل الآخرين ينظرون اليهم كما يفعلون الآن!