اكتشافات عربية!

TT

ثمة ما يدعو للاستغراب والعجب في عالمنا العربي، دائما نطالع بين الفينة والاخرى عبر الصحف والفضائيات العربية عن طبيب عربي اكتشف علاجا لبعض الامراض المستعصية ومن ثم تعقد الندوات والمؤتمرات ويشرح ذلك الطبيب الماهر كيف توصل الى هذا الاكتشاف، بعد طول عناء وتجارب مضنية. وتخيل كيف يكون حال المصابين بهذه الامراض عندما يسمعون مثل هذه الاحاديث التي تبعث الامل في نفوسهم؟ قطعا سيكونون سعداء، لعل هذا الدواء السحري يمنحهم جرعة جديدة من الأمل، ويخفف من معاناتهم. ولا يقف الامر عند هذا الحد، بل يظل بعض المرضى المتفائلين محتفظين بهذه الاعداد من الصحف التي نشرت فيها تلك الاخبار حتى يرحلوا عن الدنيا، كعاداتنا في الاحتفاظ بالمقتنيات النادرة! وتمر الايام والشهور، بل السنوات والناس في انتظار ورجاء بين مصدق ومكذب حتى تختفي آثار ذلك الطبيب، واكسيره المزعوم، حتى نعيه في الصحف يبحث الناس عنه فلا يجدونه ضمن الاخبار ظنا منهم انه قد قضى نحبه من شدة الفرح بفضل اكتشافه الباهر، وعلى رأي المثل المصري كأنه (فص ملح وداب) ومن ثم يصبح الأمر كله (كلام جرايد) كما يقال! ولنا ان نتساءل هل تظل هذه الاكتشافات حبيسة الادراج والاضابير؟ ام ان جهات من مصلحتها ان تقف سدا منيعا كي لا ترى النور؟ ام ان علماءنا انفسهم يتراجعون عن اكتشافاتهم في آخر اللحظات لسبب ما؟!! أم هي الشماعة الازلية.. اعني ضعف الامكانيات؟! اسئلة كثيرة تظل بدون اجوبة حتى يتضح الامر ويأتي اليوم الذي نرى فيه ان مجهودات علمائنا العرب لا تذهب هدرا، بل تعود بالخير على مجتمعاتهم.

إسماعيل صالح عبد الحي ـ الرياض