حياة من البحر الميت!

TT

أحسست فجأة أن حجمي أصبح صغيرا! كأنني فأر! وأنني أمشي وأمشي وأمشي، دون أن أصل! بذلت جهداً وأمضيت زمناً كي أعبر المدخل فقط! كان هنالك جرار ضخمة مزروعة بنباتات لم أعهدها من قبل، نباتات تشبه القصب، تلامس سقف المكان المرتفع، جعلتني أرفع رأسي إلى أقصى ما استطيع! أحسست فجأة بشعور غامر بالحبور، كانت سعادتي ظاهرة دون أي سبب! رأيت أكثر من نفنوفة مختلفة ألوانها تتبادل الضحك كنت مريضاً وفجأة شفيت صادفت حسناوات نحيلات أثوابهن مكشوفة، وأنوفهن دقيقة، وعيونهن ملونة بلون رائع مجهول يكاد يكون هو، لكنه ليس الأزرق! كانت هنالك برك مياه ظننت أنها بلا عدد ودرجات ودرجات، وطبقات وطبقات! شممت روائح زكية جعلتني أنتشي كان المكان ساحراً، متاهة رائعة تود لها أن لا تنتهي! متاهة تجعلك تضيع، وكم كنت سعيداً بهذا الضياع! فجأة عدت طفلا كل شيء من حوله كبير أخذت أقف على أصابع قدمي لأكتشف الأشياء نزلت ونزلت ونزلت من الأعلى إلى الأسفل فجأة وجدت أمامي بحراً وديعاً بلا موج، كانت الحجارة قطعاً من الفن والمرمر وبعد ذلك، تحقق لي رابع المستحيلات فلقد رأيتها رأيتها بأم عيني فلسطين! حورية قد خرجت من خيالات كتب الجغرافيا والتاريخ! فاضت عيني بالدموع! محمد بشار الخطيب ـ دمشق