تعديل.. وعدالة

TT

عندما اقترحت السيدة الجميلة على الكاتب الشهير «برنارد شو» ان يتزوجها كي ينجبا طفلا يرث منها الجمال ومنه العقل قال لها: وما العمل اذا ورث شكلي انا وعقلك أنت» أتذكر هذه القصة كلما اثيرت مسألة الأغذية المهندسة وراثيا التي بدأ طرحها في الأسواق منذ حوالي عشرة أعوام وما زال الجدل مشتعلا حول مدى صلاحيتها للاستهلاك، وتحذر الاكثرية من خطورة ما تحمله من اضرار صحية للانسان وللبيئة، خاصة بعد ان ثبت ان أكثر من ثلثي هذه المهجنات التي تعتمد على استخدام الهندسة الوراثية يحتوي على ميكروبات وجسيمات صغيرة لم يستقر الامر في شأن أمنها وأمن الزيوت الناتجة منها. وقد أثيرت هذه المسألة أخيرا فيما يختص بالزيت الذي يعرف بزيت الكانولا أو زيت الشلجم، وهنا أود ان اضيف بعض الملاحظات:

* يحتوي عدد 15 مارس 1999 من مجلة الجمعية الاميركية للسرطان Journal of American Cancer Society على مقالة تربط بين أحد المبيدات المعدلة وراثيا اسمه Round Up وبين نوع من سرطان الجهاز الليمفاوي.

* أجاز الكونجرس الاميركي قانونا يربط بين المساعدة الاميركية لافريقيا في محاربة الايدز وبين قبول الدول الافريقية للمنتجات المعدلة وراثيا وقد رفضت «زامبيا» بالرغم من ظروف نقص التغذية استيراد هذه المواد.

* اصدر الاتحاد الاوروبي قانونا يمنع استيراد المواد المعدلة وراثيا للدول الاوروبية لمدة 5 سنوات كما اذاعت وكالة رويتر أن الاتحاد الأوروبي قرر منع استيراد اغذية الحيوانات مثل الذرة من الولايات المتحدة ما لم تقدم اميركا دليلا على خلوها من جرثومة (جسيم) غير شرعي مهندس وراثيا.

* قالت جريدة «الاندبيندنت» البريطانية في 22 مارس الماضي ان مسمارا آخر قد تم دقه في نعش الاغذية المعدلة وراثيا بعد أن اثبت التقييم النهائي لتجارب استمرت 4 سنوات ان هذه الاغذية ضارة بالبيئة.

محمد أحمد الديب ـ الاسكندرية